الصداع النصفي
يُعد علاج الصداع النصفي بُغية لكثيرين ممن يعانون من ألم الصداع النصفى بشكل دوري وذلك لأن ألمه غير محتمل في معظم الأحيان، فإذا كنت تعاني أنت أو أحد أحبائك من تكرار نوبات الألم تلك وتبحث عن علاج ٍ للصداع النصفي فستجد في هذا المقال أفضل نصائح الأطباء والمدربين الصحيين المُتبعة لعلاج الصداع النصفي بين يديك.
ما هو الصداع النصفي؟
قبل المضي قدماً في الحديث عن علاج الصداع النصفي، لنتعرف سوياً عن ماهية الصداع النصفى، إنه نوبات ألم متكررة وقوية في جانب واحد في الدماغ في الغالب يزيد فيها اندفاع الدم في الأوعية الدموية في الدماغ؛ مما يسبب ضغطاً على المستقبلات العصبية في الأغشية السحائية في المخ ويتسبب في استثارتها وهذا يزيد الضغط وبالتالي الألم مع كل نبضة تحدث في الأوعية الدموية، مما يفسر طبيعة ألم الصداع النصفي النابضة.
أنواع الصداع النصفي:
تتعدد أنواع الصداع النصفي حسب مصدر الألم؛ فهناك صداع نصفي مصدره الجيوب الأنفية وآخر مصدره ورم في المخ، وآخر بسبب اضطراب الهرمونات مثل ذاك الذي يهاجم المرأة أثناء الدورة الشهرية، والصداع النصفى الذي يكون مصدره القلق أو التوتر.
أعراض الصداع النصفي:
- ألم نابض في أحد جانبي الرأس.
- غثيان.
- قيء.
- عدم القدرة على تحمُّل الضوء والضوضاء.
- أعراض عصبية مثل الاضطرابات البصرية.
أسباب الصداع النصفى:
بالرغم من انتشار الإصابة بالصداع النصفى لدى الكثيرين وتقدم العلوم الطبية في علاجه يبدو أن أسبابه لا تزال غير معروفة بالكامل، إذ يُشتبه في أن العامل الوراثي أحد الأسباب القوية للإصابة به والذي على أساسه تتسبب العوامل الداخلية والخارجية المختلفة في حدوث نوبات الألم.
ولكن تتجه المؤشرات لبعض المحفزات المحتملة الأخرى، على سبيل المثال:
- الإجهاد.
- بعض الأطعمة والمشروبات.
- ظروف مناخية معينة.
- تقلبات الهرمونات.
- الضوضاء.
- الضوء العالي.
- السهر.
- القلق والتوتر.
- بعض أنواع الأدوية.
- الإمساك المزمن.
تشخيص الصداع النصفي:
شأنه شأن جميع الأمراض المزمنة، فإن علاج الصداع النصفي يستلزم جمع التاريخ الطبي للمريض مع الفحص السريري، قد يتطلب علاج الصداع النصفى أيضاً بعض الفحوصات الإضافية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي.
أهمية علاج الصداع النصفى:
يُعد ألم الصداع النصفي ألماً لا يُحتمل لدى بعض الأشخاص الذين لا يستطيعون ممارسة أنشطتهم اليومية في وجوده، فيصبح هؤلاء الأشخاص غير قادرين على الكلام ولا الحركة ولا حتى النظر حولهم، فأي نشاط أو حركة بسيطة يقومون بها برأسهم تتسبب في ألم شديد.
وعلى هذا فإن علاج الصداع النصفي يتخذ أهمية كبيرة في حياة مرضى الصداع النصفى، فهو الممر الآمن لهم من أجل العودة لنشاطاتهم الحياتية التي عزلهم عنها ألم الصداع النصفي.
البروتوكول الدوائي لعلاج الصداع النصفي:
المسكنات:
يعتمد علاج الصداع النصفي في الغالب على استخدام المسكنات القوية من أجل إسكان ذاك الألم الحاد الذي يعتري نصف الدماغ.
أدوية التريبتان:
تعمل أدوية التريبتان كبديل لمادة السيروتونين وهو ناقل عصبي يفرزه الجسم وهو مسؤول عن توازن كيمياء الجسم والمخ ويساهم في عملية تدفق الدم في الدماغ، وتتمثّل آلية عمل أدوية التريبتان في الارتباط بمستقبلات السيروتونين مما يعمل على تقلص أو انقباض الأوعية الدموية في الدماغ ويقلل اندفاع الدم في تلك الأوعية ويقلل الضغط على خلايا الدماغ مما يؤدي إلى تسكين ألم الصداع النصفى.
أدوية مضادة للغثيان:
علاج الصداع النصفى يستلزم وجوده أدوية مثبِّطة للقيء، حيث أن الغثيان والقيء أحد الأعراض المصاحبة لألم الصداع النصفي.
تغيير نمط الحياة كعلاج للصداع النصفي:
إن تغيير بعض الممارسات الحياتية إلى النمط الصحي جنباً إلى جنب مع استخدام الأدوية العلاجية، يُعد الخيار الأمثل لعلاج الصداع النصفي، كالتالي:
اجلس في الظلام:
كما أسلفنا فإن الصداع النصفي يزيد الحساسية تجاه الضوء، وعلى هذا فإن اللجوء إلى الاسترخاء في الظلام يقلل من تحفيز الألم في دماغ المصاب.
الكمادات الدافئة:
ضع كمادات دافئة على رأسك وعنقك حيث أن الحرارة التي تنشأ عنها تساعد على إرخاء العضلات مما يقلل الشعور بالألم ويمكن استخدام المخدات الحرارية، وقد يعطي الاستحمام بالماء الساخن أو الاسترخاء في مسبح مليء بالماء الدافئ نفس الأثر المخفف للألم.
تناول الكافيين:
نجد أن تناول مشروبات الكافيين بكميات قليلة وبعيداً عن أوقات النوم قد تساعد في تخفيف الألم في مراحله الأولى، وخاصة بالتزامن مع غيره من الممارسات الأخرى التي وضعناها في هذا المقال عن علاج الصداع النصفى.
تجنب المحفزات:
كما سبق وذكرنا في مقالنا عن علاج الصداع النصفى الذي بين يديك، فإن هناك عوامل محفزة تمهد الطريق أمام نوبة الصداع النصفي لتهاجم المريض، وقد أسلفنا ذكرها في فقرةٍ سابقة وعليك عزيزي القارئ تجنبها كجزء تكميلي في علاج الصداع النصفي.
جودة النوم:
العلاقة بين النوم والصداع النصفي متبادلة حيث أن كل منهم قد يؤدي للآخر فنقص جودة النوم تولد الصداع النصفى، كما أن ألم الصداع النصفي يمنع النوم وقد يوقظك من النوم أيضاً؛ مما يجعل لجودة النوم دوراً كبيراً في علاج الصداع النصفي.
قد يظن البعض أن جودة النوم تعني النوم عدد كاف من الساعات، ولكن في الواقع فإن جودة النوم لها أربع محاور أساسية:
1- عدد ساعات النوم: يجب ألَّا يقل عدد ساعات النوم عن 8 ساعات متواصلة.
2- وقت النوم: لابد أن تحصل على نومك في جوف الليل لأن طبيعة جسدك التي فطرك الله عليها مصممة على أن تقوم خلايا مخك بإفراز مواد تحفز استرخاء الجسم أثناء الليل، وعلى هذا فإن خلودك إلى النوم خلال ساعات النهار لا يجدي نفعا لجسمك ويضر بضبط ساعتك البيولوجية.
3- تنظيم ساعات النوم: لابد من الخلود إلى النوم في نفس الوقت من كل يوم، ولهذا ايضاً تأثيراتً إيجابياً على ساعتك البيولوجية.
4- التهيؤ للنوم: جميعنا قد اختبرنا أن ننام نوماً عميقاً مشبعاً، وآخر مرهقاً وغير مجدي وكأنك لم تنم!
فالنوم العميق يتطلب تهييء قبله بالاسترخاء والبعد عن الملهيات والمشتتات، وكذلك أضواء الهاتف والأجهزة الأخرى كالتلفاز أو اللابتوب التي تصدر موجات كهرومغناطيسية تؤثر على كيمياء جسمك أثناء النوم.
تناول الطعام الصحي:
يظن البعض أن الطعام الصحي له تأثير على الوزن فقط، ولكن عزيزي القارئ الأمر أكبر من هذا فطعامك يؤثر أيضاً على إصابتك بنوبة صداع نصفي كالتالي:
- أصناف الطعام: نعم، هناك بعض الأصناف التي تحفز نشوء الصداع النصفي، كالكميات الكبيرة من الكافيين، الملح، الشوكولاتة، الكحوليات.
- مواعيد تناول الطعام: حيث أن الالتزام بمواعيد ثابتة للوجبات، وكذلك عدم تجاهل بعض الوجبات أثناء اليوم يساعد في تنظيم بيولوجية الجسم وأداء العمليات الحيوية في الجسم مما يقلل من إمكانية حدوث الصداع النصفي.
النشاط الحركي:
ممارسة بعض التمارين الخفيفة بانتظام تحفز جسمك لإفراز بعض المواد الكيميائية التي من شأنها تقليل الشعور بالألم، كما أنها تعمل على تقليل التوتر وهو كما ذكرنا أحد العوامل المحفزة لحدوث الصداع النصفى.
وفي الختام عزيزي القارئ، فإن الصداع النصفى بقدر ما يحمل من ألم يصعب التعايش معه، إلا أنه من الممكن جداً تقليل حدته عن طريق الالتزام ببعض الممارسات الصحية بالتزامن مع الأدوية للتغلب على آلامه كعلاج للصداع النصفي يتسم بالفعالية والأمان حيث أنه من الأمراض المزمنة التي لا شفاء منها ولكن يمكن التغلب عليها.
المصادر: