علاج الجيوب الانفية
تشير محركات البحث الرقمي إلى أن البحث عن علاج الجيوب الانفية يتصدر عمليات البحث هذه الأيام، إذ يعاني الكثيرون من التهاب الجيوب الانفية الذي يشعرك ألمه بأن الصداع قد اتخذ من رأسك مسكناً ومُستقراً.
إن كنت من أصحاب تلك المعاناة، فإن هذا المقال عن علاج الجيوب الانفية من أجلك، فربما تجد فيه بُغيتك فيما يساهم في تخفيف آلامك، ولكن قبل الخوض في الحديث عن علاج الجيوب الانفية، علينا الكشف عن أعراض التهاب الجيوب الانفية وكيفية تشخيصها.
ما هي الجيوب الأنفية، وما هو التهاب الجيوب الانفية:
الجيوب الأنفية هي تجاويف عظمية بين العينين وخلف عظام الوجنتين و الجبهة، وتلك التجاويف هي المسؤولة عن إفراز المخاط الذي يحافظ على رطوبة الأنف من الداخل ويساعد في الحماية من الغبار والدخان والأبخرة وغيرها من الملوثات والمواد المسببة للحساسية.
الجيوب الأنفية الصحية يملؤها الهواء، ولكن عند انسدادها لأي سبب تمتلئ بالسوائل حيث تكون بيئة خصبة لنمو الجراثيم، وهكذا تحدث العدوى.
أعراض الإصابة بالتهاب الجيوب الانفية:
لنتعرف على الأعراض التي تصيب مريض الجيوب الانفية، وتشمل التالي:
- ألم شديد ومتواصل في مقدمة الرأس ومتمركز حول العينين.
- انسداد الأنف والتنفس من خلال الفم.
- فقدان حاسة الشم.
- ارتفاع درجة الحرارة في بعض الأحيان ويمكن التأكد من ذلك عن طريق وجود ترمومتر منزلي سهل الاستخدام.
- رائحة الفم الكريهة.
- إفراز مخاط أصفر أو أخضر من الأنف.
- ألم وانتفاخ في العين.
- ألم في الحلق.
علاج الجيوب الانفية في المنزل:
بالرغم من أن الكثير يعاني من آلام التهاب الجيوب الانفية إلا أن شريحة ليست بالقليلة منهم لا تلجأ للعلاج الدوائي، ربما لإن درجة الالتهاب ليست شديدة فتكون أعراضها متوسطة، وربما لأن نوبات الألم تهاجم المريض على فترات متباعدة.
فيلجأ العديد منهم للعلاج المنزلي الذي يؤتي نتائجه في بعض الحالات المتوسطة الشدة من التهاب الجيوب الأنفية، ومن أمثلة العلاجات المنزلية:
- استنشاق البخار الدافئ: حيث يساعد الهواء الدافئ في تقليل الالتهاب وبالتالي، في التخفيف من الألم عن طريق ترطيب الجيوب الأنفية، ويُجرى العلاج البخاري ذلك عن طريق استنشاق بخار ماء ساخن ويا حبذا لو وُضِع فيه بعض أوراق الأعشاب مثل النعناع ولتكثيف البخار توضع منشفة على الرأس بحيث تغطي الإناء فيتركز البخار.
- استخدام أجهزة ترطيب الهواء: لترطيب هواء الغرفة التي تقضي فيها أكثر ساعات يومك وخاصة غرفة النوم، مع الحرص على تنظيف جهاز الترطيب وتعقيمه بشكل دوري تجنبا لنمو الجراثيم.
- كمادات على الأنف: حيث أن استخدام كمادات دافئة على منطقتي الجبين والأنف مع الضغط الخفيف يمكنه تقليل الألم الناتج عن التهاب الجيوب الانفية.
- الراحة: حيث أن الحصول على قسط وافر من الراحة يساعد الجسم على رفع مناعته ومقاومة الالتهاب، ولكن يجب مراعاة ارتفاع مستوى الرأس عن باقي الجسم أثناء النوم.
- الإكثار من شرب الماء والسوائل الدافئة.
- تناول المسكنات: مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين ولكن يجب تجنب الأسبرين لسن أقل من 16 سنة ومنعه بشكل كامل لمن هم دون 12 سنة.
- البعد عن مسببات الحساسية ودخان السجائر.
- استخدام المحلول الأنفي المنزلي: عند تنظيف الأنف بمحلول الماء والملح فإن هذا يخفف من التهاب الجيوب الانفية، ويمكن عمل هذا الإجراء في المنزل باستخدام المحاقن المخصصة للأنف أو محاقن الأطفال، أما المحلول الملحي فيمكن تحضيره باستخدام ماء مغلي مسبقاً وملح ولا بد من تنظيف الجهاز بعد كل استخدام.
تشخيص التهاب الجيوب الانفية:
في أغلب الأحيان لا يكون العلاج المنزلي وحده كاف، وإن كان يساعد في تخفيف الألم ولكنه لا يكفي وحده في الحالات الشديدة والحادة، فلابد من زيارة الطبيب للفحص وتوصيف علاج لالتهاب الجيوب الأنفية يساعد في تخفيف الاحتقان المزمن الذي يعاني منه المريض، وتتضمن طرق تشخيص التهاب الجيوب الأنفية المزمن ما يلي:
- المنظار الأنفي: يساعد منظار الأنف على رؤية الجيوب الأنفية من الداخل وبالتالي يتيح فرصة اكتشاف وجود انحراف في الحاجز الأنفي أو وجود أورام.
- الأشعة: حيث يمكن أن تُظهر الأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي تفاصيل الجيوب الأنفية ومنطقة الأنف بالتفصيل مما قد يكشف عن وجود التهاب عميق أو وجود أورام أو بعض الفطريات، والتي قد يصعب اكتشافها باستخدام منظار الأنف.
- اختبار حساسية الجلد: قد يوصي الطبيب بإجراء اختبار حساسية الجلد إذا اشتبه في أن التهاب الجيوب الأنفية سببه نوعا من الحساسية، ويساعد هذا الاختبارأيضاً في اكتشاف مسببات الحساسية المسؤولة عن نوبات التهاب الأنف التي يعاني منها المريض من الحين للآخر.
- عمل مسحة من إفرازات الأنف: بشكل عام فإن أخذ عينة من إفرازات الأنف غير ضروري لتشخيص وعلاج التهاب الجيوب الأنفية المزمن، ولكن في بعض الأحيان يلجأ الطبيب إلى هذا الخيار عندما تفشل الحالة في الاستجابة للعلاج أو تزداد سوءًا بالرغم من تناول العلاج بانتظام، عندئذ فإن أخذ مسحة من داخل الأنف يمكنه أن يساعد في تحديد نوع البكتيريا أو الفطريات المتسبب في حدوث التهاب الأنف؛ مما يساعد في وصف علاج التهاب الأنف بشكل أكثر دقة.
أدوية علاج الجيوب الانفية:
تشمل علاجات التهاب الجيوب الأنفية المزمن ما يلي:
- الكورتيكوستيرويدات الأنفية: والتي توجد على شكل بخاخات يسهل التعامل معها ليصل رذاذها إلى الأنف ويعمل على علاج لالتهاب الجيوب الانفية بشكل سريع وفعال ومن أمثلتها:
- فلوتيكاسون
- تريامسينولون
- بوديزونيد
- موميتازون
- بيكلوميثازون.
- المحلول الملحي لعلاج الجيوب الانفية: يساعد غسيل الأنف بالمحلول الملحي في تخفيف الالتهابات وتقليل الحساسية وبالتالي يساهم في علاج الجيوب الانفية.
- الكورتيكوستيرويدات عن طريق الفم أو عن طريق الحقن: تُستخدم هذه الأدوية لتخفيف الالتهاب الناتج عن التهاب الجيوب الانفية، ولكنها يمكن أن تسبب آثارا جانبية خطيرة عند استخدامها على المدى الطويل؛ لذا ينحصر توصيفها من قِبل الأطباء على علاج الجيوب الأنفية ذات الأعراض الحادة فقط.
- علاج الجيوب الانفية بأدوية الحساسية: إذا كان التحسُّس من أحد الأطعمة أو حتى التحسس من التراب والغبار وما شابه هو السبب وراء التهاب الجيوب الانفية، فإن أدوية علاج الحساسية تستخدم كعلاج للجيوب الأنفية، إذ تعمل على تقليل رد الفعل التحسسي للجسم الناتج عنه حدوث الالتهاب.
- استخدام مضادات الاحتقان في علاج الجيوب الانفية: يعمل مزيل الاحتقان على تقليل كمية المخاط داخل الجيوب الأنفية ويتوفر على هيئة بخاخات للأنف وعلى هيئة أقراص، ولكن لا يجب تناولها لأكثر من 3 أيام تجنباً لآثارها الجانبية التي قد تتسبب في زيادة الاحتقان.
- استخدام المضادات الحيوية في علاج الجيوب الانفية: في حال ما إذا كانت الالتهابات ناتجة عن عدوى بكتيرية، يوصي الطبيب بالمضادات الحيوية، أما إذا لم تستجب الحالة فيتم عمل مسحة لإفرازات الأنف كما أوردنا سالفاً، وبعد عمل مزرعة يُحدد نوع البكتيريا المسؤولة عن الإصابة وعندئذ يُستخدم المضاد الحيوي المناسب لها كعلاج للجيوب الانفية.
- استخدام مذيبات البلغم في علاج الجيوب الأنفية: إذ تساعد على إذابة المخاط المحبوس في الجيوب الأنفية.
- استخدام مضادات الفطريات في علاج الجيوب الانفية: في حال ما إذا كان التهاب الجيوب الانفية ناتج عن العدوى الفطرية.
علاج الجيوب الانفية بالجراحة:
بعض حالات التهاب الجيوب الانفية لا تستجيب للعلاج الدوائي نظراً لتقدم الحالة أو شدة أعراضها، وهنا يكون الخيار الجراحي هو الأمثل.
تتم جراحة الجيوب الأنفية بالمنظار ويتم فيها تسليك الجيوب الأنفية المسدودة بإزالة الزوائد اللحمية أو الأنسجة التي تسد مجرى الجيوب الأنفية، وقد تتم عملية التسليك هذه عن طريق إدخال بالون صغير في المجرى المسدود، ثم يُنفخ هذا البالون حتى يتسع المجرى، ثم يُزال البالون.
في الختام عزيزي القارئ، عليك أن تعلم أن التهاب الجيوب الأنفية مرض مزمن، ولكن يمكنك التغلب على نوباته عن طريق الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج المنزلي وتجنب الأسباب مع تمنياتنا بدوام الصحة والعافية.
المصادر: