علاج سلس البول
أحد أكثر المشكلات الصحية التي تنتشر بشكل كبير بين الأشخاص وخاصة كبار السن هي فقدان السيطرة على خروج البول من المثانة البولية تلك الحالة تُسمّى “سلس البول”.
وبالرغم من كونها لا تندرج تحت بند المشكلات الصحية المعقدة، إلا أنه لا يمكن الاستهتار بها حيث أنها تتسبب في حرج وارتباك شديد للمصابين بها والمحيطين بهم أيضاً! وهنا تكمن أهمية علاج المرض.
وفي هذا المقال سنتطرق للحديث عن كل ما يخص هذا المرض من أسباب وأنواع ونستفيض في الحديث عن علاج المرض.
ما هو سلس البول؟
هذا المرض هو أحد الأمراض التي ينشأ عنها عدم تحكم الشخص في انقباض وانبساط عضلة مثانته، وفقدان السيطرة عليها. وتختلف درجة خطورته تبعاً لحدة تسريب البول من المثانة إلى خارج الجسم.
قد تتمثَّل أعراض الإصابة بالمرض في خروج البول من المثانة بشكل لا إرادي أثناء العطس أو السعال. وفي بعض الحالات يشعر المريض برغبة ملحة في التبول بدون أي مقدمات، وقد يصل الأمر لعدم قدرته على حبس البول لفترة تكفيه للدخول إلى دورة المياه وهو ما يسمى بسلس البول الإلحاحي…وضع مؤلم ومؤسف وخاصة إذا كان المريض من البالغين أو كبار السن!
أسباب سلس البول:
قبل أن نتطرق للحديث عن علاج سلس البول يجب أن نعلم أسبابه، وهل له أنواع أم هو نوع واحد فقط؟ في الحقيقة يوجد نوعان رئيسيان لمرض سلس البول؛ أحدهما سلس البول المؤقت، وثانيهما المرض المستمر.
أسباب سلس البول المؤقت (يصاحب الشخص لفترة معينة ثم يختفي):
قد يحدث سلس البول المؤقت إذا تناول الشخص أنواع معيَّنة من المشروبات أو الوجبات وكذلك بعض أنواع الحبوب التي لها تأثير على المثانة فتزيد من نسبة إنتاجها للبول، ويتمثل علاج المرض في هذه الحالة في الابتعاد عن أو تقليل تناول تلك الأنواع من المواد الغذائية، ومن أمثلة هذه الأطعمة ما يلي:
- المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من الكحول.
- القهوة لاحتوائها على عنصر الكافيين الذي يحفز المثانة على إنتاج كمية كبيرة من البول.
- المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من الصودا.
- تناول كمية كبيرة من الشوكولاته في وقت قصير.
- تناول الأكل الحار أو الشطَّة.
- تناول الفواكه الحامضية كالخوخ والأناناس والبرتقال بكمية أكثر من اللازم.
- تناول الحبوب التي تحتوي على نسبة كبيرة من الفيتامينات مثل فيتامين أ ، ج.
وقد يُصاب الشخص بسلس البول المؤقت إذا كان مصاباً ببعض الالتهابات في مجرى البول، أو يعاني من الإمساك، حيث تتسبب الالتهابات أو حالة الإمساك في إرهاق عضلات الحوض بشكل عام مما يفقدها السيطرة على البول. ويتمثّل علاج المرض في هذه الحالة في علاج هذا الالتهاب أو الإمساك.
أسباب سلس البول المستمر (يصاحب الشخص لفترة طويلة وربما مدى الحياة):
كما أسلفنا سابقاً، فإن الإصابة بهذا المرض حتى ولو لفترة قصيرة يُعدُّ أمراً مزعجاً بشدة للمريض وللمحيطين به، فكيف يكون الحال إذا كانت الإصابة مزمنة ومستمرة !؟
من المؤكد أنه سيكون وضع صعب الاحتمال، ومن الأسباب التي تؤدي للإصابة بالمرض بشكل مزمن ما يلي:
- تغيّر الهرمونات أثناء الحمل أو كبر حجم الجنين في بطن الأم مما قد يسبب ما يُعرف بسلس البول الإجهادي.
- كذلك بعد الولادة الطبيعية قد تفقد العضلات المسؤولة عن خروج البول من المثانة قدرتها على الانقباض بالشكل الطبيعي، مما يسبب الإصابة بسلس البول.
- التَّقدُّم في العمر أحد أهم الأسباب التي تُعرّض الشخص للإصابة بهذا المرض، لإنه ومع التقدم في العمر تضعف القدرة على التحكم في عضلات الجسم المختلفة.
- نقص هرمون الاستروجين عند النساء خاصة فيما يُسمَّى خطأً بسن اليأس، حيث أن هرمون الاستروجين كغيره من الهرمونات الأنثوية له دور في استمرار عمل المثانة بالشكل الطبيعي، وفي حالة حدوث أي اضطراب سواء بالزيادة أو النقصان في مستوى أي هرمون منهم فإن ذلك يؤثر على أداء المسالك البولية فتصاب المرأة في هذا السن بسلس البول.
- زيادة حجم غدة البروستاتا عن الحجم الطبيعي، مما يسبب تدهور العضلات المتحكمة في المثانة مع مرور الوقت.
- وجود التهابات وأورام في مجرى البول، قد يسبب احتباس البول فترة ثم ضخّه فجأة مما يُسبب ما يُسمَّى بسلس البول الفيضي، وتُعدُّ هذه الحالة ضمن الحالات المزمنة إذا لم تُعالج الالتهابات أو الأورام ..أو إذا استمر علاجها لفترات طويلة.
بعدما تعرفنا على أسباب المرض وأنواعه، لنستفيض في الجزء الأهم وهو علاج المرض.
علاج سلس البول للرجال
لاج سلس البول للرجال يعتمد على سببه وشدته وقد يشمل مجموعة من الخيارات. من أجل تحديد العلاج الأنسب، يجب على الرجال مراجعة طبيب متخصص في طب المسالك البولية للتشخيص الدقيق والاستشارة حول العلاج المناسب. إليك بعض الخيارات الشائعة لعلاج سلس البول للرجال:
-
الأدوية: يمكن أن تستخدم بعض الأدوية لعلاج سلس البول في الرجال، مثل مضادات الكولين التي تساعد في تقليل التقلصات في عضلات المثانة وتحسين التحكم في البول. قد تستخدم أيضًا بعض الأدوية لعلاج أسباب أخرى محتملة لسلس البول، مثل التهاب البروستاتا أو تضخم البروستاتا.
-
التدريب البولي: يتضمن تدريب البول تحديد مواعيد محددة للذهاب إلى الحمام وتمديد الفترة بين التبول. هذا يمكن أن يساعد في تدريب المثانة على الاحتفاظ بالبول لفترة أطول وتحسين التحكم.
-
التمارين البدنية: قد يساعد ممارسة التمارين البدنية العامة في تقوية عضلات الحوض والمثانة، مما يمكن أن يحسن من تحكم البول.
-
التغييرات النمطية والتغذية: قد يوصى بتغيير نمط الحياة والتغذية للتخفيف من سلس البول. يُنصح بتجنب المشروبات الكحولية والكافئينية والسوائل الكثيرة قبل النوم وتناول الأطعمة الغنية بالألياف لتجنب الإمساك، الذي قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة.
-
العلاج الجراحي: في حال عدم استجابة سلس البول للعلاجات الأخرى أو إذا كان هناك تشخيص طبي يستدعي ذلك، قد يكون العلاج الجراحي ضروريًا. على سبيل المثال، في حالات تضخم البروستاتا الحادة، قد تتطلب بعض الحالات إجراء عملية جراحية لتحسين تدفق البول.
هام جدًا أن تُشخّص حالتك بدقة من قبل الطبيب المختص وتتبع توجيهاته بشأن العلاج المناسب لسلس البول. لا تتردد في مشاركة أي أعراض أو مشاكل صحية تواجهك مع الطبيب للحصول على التشخيص الدقيق والعلاج الأمثل.
علاج سلس البول للنساء:
تعاني بعض السيدات من هذا المرض بمختلف أنواعه، فتلك المسألة تكون مُحرجة جداً للسيدات، وتجعلهن فاقدي الثقة بالنفس، كما أن هذا المرض يؤثر سلباً على أداء حياتهن وأنشطتهن اليومية، حتى أنه وفي بعض الأوقات قد تمتنع بعض السيدات عن القيام بنشاط كان ذات يوم أحد أنشطة حياتهن اليومية، لهذا السبب تبحث النساء المصابة عن علاج المرض ليستعيدوا حياتهن الطبيعية.
- في حالة كانت المرأة مصابة بسلس البول الإلحاحي:
فهذا العَرَض المُحرج يدفعها لعلاج المرض باستخدام المركبات الطبية والأدوية للتخلص منه وتنشيط العضلات المسؤولة عن فتح وغلق المثانة ، مِن أمثلة هذه الأدوية التي لابد أن تؤخذ تحت إشراف طبيب:
– ألفوزوسين alfuzosin.
-دوكسازوسين doxazosin.
-برازوسين prazosin.
-سيلودوسين silodosin.
-تامسولوسين tamsulosin.
-تيرازوسين terazosin.
وقد تلجأ بعض السيدات للقيام بعملية جراحية في الحالات المستعصية التي لا يُفيد معها استخدام علاج طبي من أدوية وحقن وغيرها.
- في حالة كانت المرأة مصابة بسلس البول الإجهادي:
فإن علاج سلس البول في هذه الحالة يكون بطريقتين؛ أحدهما جراحية عن طريق فتحة داخل المهبل وتركيب شريط من البلاستيك يطلق عليه شريط الإحليل الذي يتصل بقناة الإحليل داخل الجسم ليدعمها في التحكم في فتح وغلق المثانة. وطريقة أخرى غير جراحية عن طريق عمل بعض التمرينات الخاصة بمنطقة الحوض التي تقوِّي عضلاتها وتساعدها على أداء وظائفها بالشكل المناسب والطبيعي، وتُدعى تمارين كيجل والذي تستمر المرأة في القيام به لمدة تصل إلى 6 أشهر حتى تصل لوضعٍ مُرضٍ.
علاج سلس البول عند كبار السن:
يكون التعامل أكثر حذراً عندما يكون المريض مِن كبار السن، خوفاً من أي أعراض جانبيّة قد لا يتحملها جسده، لذا فإن علاج المرض في هذه الحالة يكون بإجراء عملية جراحية أو أن يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية التي تساعد على تقوية عضلات المثانة وعلاج المرض وتتميز بعدم وجود آثار جانبية تؤثر على جسد المريض حسب حالته الصحية.
ويمكن كذلك استخدام بعض الأعشاب التي لا يظهر لها أعراضاً جانبية خطيرة وتعمل على علاج المرض بصورة فعالة، ومنها ما يلي:
- استخدام فطر جانوديرما في علاج سلس البول:
يسمى بالفطر الريشي أو فطر عش الغراب، والذي له العديد من الفوائد الصحية مثل زيادة نسبة تدفق الأكسجين في خلايا الدم مما يساعد على تنشيط الدورة الدموية في الجسم، وكذلك قتل بعض خلايا الجسم المسببة لبعض الأمراض، كما أنه أحد أقوى النباتات الطبيعية الذي يساعد في التخلص من أغلب الأمراض مثل الالتهابات الداخلية في الجسم ويعمل على ضبط معدل ضغط الدم الطبيعي وتدعيم عضلات المثانة.
- الخيوط التي تظهر في كوز الذرة بعد أكله لها قدرة كبيرة في علاج سلس البول:
يمكن أخذها وغسلها بالماء جيداً ثم وضعها في الماء المغلي فترة وتصفية المياه منها ثم شرب الماء المُصفّى، ولها دور كبير في علاج المرض خاصة عند كبار السن.
- استخدام ألياف بذور اليقطين في علاج سلس البول:
يمكن أن تساعد بذور اليقطين في علاج سلس البول الناتج عن وجود بعض الالتهابات، حيث تحتوي على نسبة كبيرة من الألياف الطبيعية التي تعمل بشكل ملحوظ على إمداد الجسم بالطاقة لاحتوائها على عنصر أوميجا 3 الذي يعالج الالتهابات ويُعوّض الجسم عما ينقصه لأداء وظائفه بشكل طبيعي.
ولتفادي اللجوء إلى الإجراء الجراحي أو الأدوية التي تتعارض مع بعض الأمراض التي يعاني منها كبار السن يمكن استخدام حفاضات كبار السن كحل بديل أو استخدام مفارش بخامة الحفاضات لحماية المفروشات.